كيفية التعامل مع الطفل الانتقائي في تناول الطعام عندما يكون مريضًا

إن التعامل مع طفل يعاني بالفعل من صعوبة في اختيار الطعام قد يكون صعبًا للغاية، ولكن عندما يكون مريضًا أيضًا، يصبح الموقف أكثر إرهاقًا. إن ضمان حصول طفلك على التغذية اللازمة للتعافي أمر بالغ الأهمية. تقدم هذه المقالة استراتيجيات ونصائح عملية للتغلب على هذه الأوقات الصعبة ومساعدة طفلك على استعادة شهيته وقوته.

فهم التحديات

عندما يكون الأطفال مرضى، تقل شهيتهم غالبًا. هذه استجابة طبيعية حيث تركز أجسامهم على محاربة المرض. ومع ذلك، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في الأكل، يمكن أن تكون هذه الشهية المنخفضة أكثر وضوحًا، مما يؤدي إلى زيادة القلق لدى الآباء. من الأهمية بمكان فهم الأسباب الشائعة وراء هذا السلوك.

  • انخفاض الشهية: يمكن للأمراض أن تقمع إشارات الجوع.
  • الحساسية الحسية: إن زيادة الحساسية تجاه التذوق والملمس يمكن أن تجعل الأطعمة غير المرغوبة بالفعل أقل جاذبية.
  • عدم الراحة: يمكن لأعراض مثل الغثيان أو التهاب الحلق أو آلام المعدة أن تجعل تناول الطعام غير ممتع.
  • العوامل النفسية: القلق والتوتر المرتبطان بالمرض يمكن أن يؤثر على عادات الأكل.

استراتيجيات لتشجيع تناول الطعام

على الرغم من التحديات، هناك العديد من الاستراتيجيات الفعّالة التي يمكنك استخدامها لتشجيع طفلك الذي يتناول طعامه بشكل انتقائي على تناول الطعام أثناء مرضه. والمفتاح هنا هو التحلي بالصبر والتفهم والإبداع في التعامل مع الأمر.

تقديم وجبات صغيرة ومتكررة

بدلاً من محاولة جعل طفلك يتناول وجبات كبيرة، قدم له وجبات صغيرة بشكل متكرر على مدار اليوم. قد يكون هذا أقل إرهاقًا وأكثر قابلية للإدارة بالنسبة للطفل الذي يعاني من انخفاض الشهية.

التركيز على الترطيب

يمكن أن يؤدي الجفاف إلى تفاقم الأعراض وإعاقة التعافي. أعطِ الأولوية للسوائل مثل الماء والعصير المخفف ومحاليل الإلكتروليت أو حتى المصاصات. غالبًا ما يكون تناول هذه السوائل أسهل من تناول الأطعمة الصلبة.

اختر الأطعمة سهلة الهضم

اختر الأطعمة التي تكون لطيفة على المعدة وسهلة الهضم. ومن الأمثلة على ذلك:

  • حساءات تعتمد على المرق
  • خبز محمص عادي أو بسكويت
  • الموز
  • صلصة التفاح
  • زبادي عادي

خذ في الاعتبار تفضيلاتهم

في حين أنه من المهم تقديم خيارات مغذية، إلا أن الوقت الحالي ليس مناسبًا لتقديم أطعمة جديدة أو غير محببة لطفلك. ركزي على الأطعمة التي يستمتع بها طفلك بالفعل، حتى لو لم تكن الخيارات الأكثر صحة. فبعض السعرات الحرارية أفضل من عدم تناول أي سعرات حرارية على الإطلاق.

جعل الطعام جذابًا

إن طريقة التقديم مهمة. حتى الأشياء البسيطة مثل تقطيع الطعام إلى أشكال ممتعة أو تقديمه في طبق ملون يمكن أن تجعله أكثر جاذبية لمن يتناولون الطعام بشكل انتقائي.

تجنب الضغط

إن الضغط على طفلك لتناول الطعام قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويخلق ارتباطات سلبية بينه وبين الطعام. بدلاً من ذلك، قدم له الطعام دون إجباره على تناوله. دعه يقرر الكمية التي يريد تناولها.

إنشاء بيئة مريحة

اجعل وقت تناول الطعام خاليًا من التوتر قدر الإمكان. تجنب عوامل التشتيت مثل الشاشات وركز على خلق جو هادئ وداعم.

تقديم الأطعمة المريحة

في بعض الأحيان، كل ما يحتاجه الطفل هو القليل من الراحة. إذا كان يتوق إلى طعام معين، حتى لو لم يكن الأكثر تغذية، ففكر في تقديمه له باعتدال.

متى يجب عليك طلب المساعدة من المتخصصين

على الرغم من أنه من الشائع أن يتناول الأطفال كميات أقل من الطعام عندما يمرضون، إلا أن هناك مواقف معينة حيث من المهم طلب المشورة الطبية المتخصصة. راقب حالة طفلك عن كثب واستشر الطبيب إذا لاحظت أيًا مما يلي:

  • علامات الجفاف (على سبيل المثال، انخفاض التبول، جفاف الفم، الدوخة)
  • القيء أو الإسهال المستمر
  • الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب لفترة طويلة (على سبيل المثال، أكثر من 24 ساعة)
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ
  • الخمول أو الضعف الشديد
  • المخاوف بشأن الحالات الطبية الأساسية

استراتيجيات طويلة المدى للتعامل مع مشكلة الأكل الانتقائي

تتطلب معالجة عادات الأكل الانتقائية اتباع نهج طويل الأمد. وبينما ينصب التركيز أثناء المرض على جعل طفلك يأكل شيئًا ما، فمن المهم أيضًا التفكير في استراتيجيات لتحسين عاداته الغذائية بشكل عام.

أشرك طفلك في التخطيط للوجبات

إن السماح لطفلك بالمشاركة في التخطيط للوجبات والتسوق من البقالة يمكن أن يزيد من اهتمامه بتجربة أطعمة جديدة. اسمح له باختيار نوع من الخضروات أو الفواكه لتجربتها كل أسبوع.

اطبخوا معًا

إن إشراك طفلك في عملية الطهي قد يزيد من احتمالية تجربته للطعام الذي ساعد في تحضيره. وحتى المهام البسيطة مثل غسل الخضراوات أو تقليب المكونات قد تحدث فرقًا.

عرض التنوع

استمري في تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة لطفلك، حتى لو رفضها في البداية. فالتكرار قد يؤدي في النهاية إلى القبول.

كن قدوة

غالبًا ما يقلد الأطفال عادات الأكل التي يتبعها آباؤهم. تأكد من تناول نظام غذائي صحي ومتوازن وإظهار موقف إيجابي تجاه الطعام.

تجنب استخدام الطعام كمكافأة أو عقاب

إن استخدام الطعام كمكافأة أو عقاب يمكن أن يؤدي إلى إنشاء ارتباطات غير صحية مع الطعام وتفاقم عادات الأكل الانتقائية.

استشر متخصصًا

إذا كنت قلقًا بشأن عادات طفلك الغذائية الانتقائية، ففكر في استشارة اختصاصي تغذية معتمد أو معالج تغذية. يمكنهم تقديم إرشادات ودعم شخصيين.

الأسئلة الشائعة

ماذا يجب أن أفعل إذا رفض طفلي تناول أي شيء على الإطلاق عندما يكون مريضًا؟
ركز على الترطيب أولاً. قدم رشفات صغيرة من الماء أو العصير المخفف أو محاليل الإلكتروليت بشكل متكرر. إذا استمر الطفل في رفض تناول أي طعام أو شراب لأكثر من 24 ساعة، فاستشر الطبيب.
هل هناك أطعمة معينة يجب أن أتجنب إعطائها لطفلي عندما يكون مريضًا؟
تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الدهون أو المكونات المصنعة، حيث قد يكون من الصعب هضمها. وتجنب أيضًا الأطعمة التي يُعرف أنها تسبب اضطرابًا في الجهاز الهضمي، مثل الأطعمة الحارة أو منتجات الألبان (إذا كان طفلك يعاني من عدم تحمل اللاكتوز).
كيف يمكنني معرفة أن طفلي يعاني من الجفاف؟
تشمل علامات الجفاف قلة التبول وجفاف الفم وانكماش العينين والدوار والخمول. إذا كنت تشك في إصابة طفلك بالجفاف، فاستشر الطبيب على الفور.
هل من المقبول إعطاء طفلي أطعمة مريحة مثل الآيس كريم أو المصاصات عندما يكون مريضًا؟
نعم، يمكن أن تكون الأطعمة المريحة مفيدة في تشجيع الطفل المريض على تناول الطعام أو الشراب. ومع ذلك، اختر الخيارات التي لا تحتوي على نسبة عالية من السكر وقدمها باعتدال. يمكن أن تساعد المصاصات أيضًا في تهدئة التهاب الحلق.
ماذا لو أراد طفلي تناول طعام محدد فقط عندما يكون مريضًا؟
إذا كان طفلك على استعداد لتناول نوع واحد فقط من الطعام، فركزي على ذلك في الوقت الحالي. فمن المهم أن يحصل على بعض السعرات الحرارية والعناصر الغذائية وليس عدم الحصول على أي شيء على الإطلاق. وبمجرد أن يبدأ في الشعور بالتحسن، يمكنك إعادة إدخال أطعمة أخرى تدريجيًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Scroll to Top